رحلة الحمل والولادة مليئة بالتحديات الجميلة والصعبة على حد سواء لكنها تأتي بتجربة مميزة لا تُنسى. ومع ذلك قد تواجه بعض الأمهات تحديًا صحيًا خطيرًا يتمثل في النزيف الحاد بعد الولادة. إذا كنتِ قد عانيتي من ذلك أو ترغبين في حماية نفسك ومعرفة المزيد، فهذه المعلومات موجهة خصيصًا لكِ.
نزيف ما بعد الولادة:
نزيف ما بعد الولادة هو حالة طبية تتسم بفقدان كمية كبيرة من الدم من الرحم بعد عملية الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية. عادة ما يحدث هذا النزيف نتيجة لعدم انقباض عضلات الرحم بشكل كافٍ بعد الولادة مما يؤدي إلى استمرار النزيف من الأوعية الدموية المفتوحة. يعتبر هذا المضاعف أحد أسباب الوفيات المرتبطة بالحمل والولادة ويشكل تحديًا كبيرًا للصحة الإنجابية للمرأة.
أنواع النزيف بعد الولادة:
تصنف حالات النزيف بعد الولادة بشكل رئيسي إلى نوعين لكل منهما خصائصه وخطورته:
- النزيف المبكر: يحدث هذا النوع خلال الساعات الـ 24 الأولى بعد الولادة ويعتبر الأكثر شيوعًا مقارنة بنوع النزيف الآخر. يرتبط النزيف المبكر بمخاطر أكبر لحدوث مضاعفات صحية للأم بما في ذلك فقدان كميات كبيرة من الدم وأمراض أخرى قد تنجم عنه.
النزيف المتأخر: يحدث النزيف المتأخر بعد مرور 24 ساعة على الولادة وحتى أسبوعين إلى ستة أسابيع بعدها. على الرغم من كونه أقل شيوعًا من النزيف المبكر إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا لصحة الأم ويستدعي التدخل الطبي الفوري.
أسباب النزيف المبكر:
يحدث النزيف المبكر عادة خلال الساعات الأولى بعد الولادة، وعادة ما يكون مرتبطًا بعدم انقباض عضلة الرحم بشكل كافٍ للضغط على الأوعية الدموية وإيقاف النزيف. من أهم العوامل التي تساهم في ذلك:
- مشاكل في المشيمة: مثل احتباس جزء من المشيمة في الرحم أو التصاقها بجدار الرحم بشكل غير طبيعي.
- اضطرابات في تقلصات الرحم: قد يحدث ذلك نتيجة ولادات متعددة أو ولادة جنين كبير الحجم أو وجود سائل حول الجنين بكمية كبيرة.
- تمزقات في قناة الولادة: قد تحدث هذه التمزقات أثناء الولادة الطبيعية أو القيصرية وتزيد من خطر النزيف.
- اضطرابات تخثر الدم: قد تزيد بعض اضطرابات تخثر الدم من خطر النزيف بعد الولادة.
أسباب النزيف المتأخر:
يحدث النزيف المتأخر بعد مرورعدة أيام على الولادة وعادة ما يكون ناتجًا عن:
- عدوى في الرحم: قد تؤدي العدوى إلى التهاب في بطانة الرحم وتسبب النزيف.
- بقايا أنسجة المشيمة: قد تبقى بعض أجزاء من المشيمة في الرحم بعد الولادة وتسبب نزيفًا مستمرًا.
- اضطرابات تخثر الدم: كما هو الحال في النزيف المبكر.
مضاعفات النزيف بعد الولادة: تهديد مستمر لصحة الأم
يعد النزيف المفرط بعد الولادة أحد أخطر المضاعفات التي تهدد حياة الأم، حيث يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من العواقب الصحية الخطيرة، بما في ذلك:
- العقم
- انثقاب الرحم
- إصابات المسالك البولية
- تكون الأورام الدموية في الحوض
- الإنتان (تعفن الدم)
- حتى الوفاة
التعرف المبكر على عوامل الخطر المرتبطة بالنزيف بعد الولادة مثل اضطرابات تخثر الدم أو مشاكل المشيمة واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة يمكن أن يساهم في تقليل حدوث هذه المضاعفة الخطيرة.
اترك تعليقاً